معوقات الشركات الصغيرة والمتوسطة

بقلم: الدكتور/ عبداللطيف العزعزي - دكتوراه في الاقتصاد.

تاريخ النشر: 29/5/2022 - الإمارات.

تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة مشاكل عدة تختص ببعض الجوانب الداخلية والخارجية والتي تؤثر على تأسيس الشركات وحركة تقدمها وثقتها وسير إنتاجها وتسويق منتجاتها في السوق المحلي والسوق الاقليمي والعالمي. ويمكن اختصار أهم تلك المشاكل فيما يلي:

أولاً: المشاكل التمويلية: 

عدم كفاية رؤوس الأموال لتوفير المعدات اللازمة ومستلزمات التشغيل، ولذا فإنها تعتمد على الإمكانات الذاتية لمؤسسي المشروع التجاري أو الريادي، بالإضافة لاعتمادها البسيط على مؤسسات تمويلية خاصة المصرفية منها والتي في الغالب تحجم عن تمويل المشاريع الصغيرة وتفرض شروطاً قاسية لما تتوقعه من ارتفاع درجة المخاطرة، مع أن المخاطرة العالية في الغالب تقع في تمويلات المشاريع الكبيرة. 

ثانياً: المشاكل التسويقية: 

تمثل صعوبات التسويق عائقاً كبيراً أمام المنتجين على التوسع في الإنتاج وتطويره، كما أن ضعف الإمكانات التمويلية للمنتج تتسبب في ضعف قدرته على تأمين منافذه التسويقية مما يضطره في معظم الأحيان إلى الاعتماد على الوسطاء في التسويق مقابل جزء كبير من عوائد التسويق. بالإضافة إلى نقص الخبرة التسويقية والافتقار إلى المعلومات الخاصة بالأسواق المحلية والخارجية وانحصار النشاط التسويقي في النطاق الجغرافي للمشروع الأمر الذي يخفض القدرة التنافسية أمام البضائع المحلية والبضائع الأجنبية مما يقلل من فرصة استثمارها للتصدير خارجياً. 

ثالثاً: المشاكل التشريعية: 

بعض الدول ليس عندها سياسات وقوانين تشريعية تكفل مهمة تشجيع المشاريع الصغيرة وتتبنى استراتيجيات مالية وإجرائية وإدارية تؤهل بيئة قانونية جيدة للشركات الصغيرة ومميزة لجذب فرص استثمارية داخل السوق المحلي. ومن ضمن المشاكل التشريعية التفرقة في الإعفاءات الضريبية وفقاً لجهة التمويل والإعفاء المرحلي من الضريبة لمدة معينة ثم فرض ضرائب كبيرة على الإنتاج بعد انتهاء هذه المدة. بالإضافة لعدم وجود دليل خاص بكافة القوانين المتعلقة بمجال المشاريع الصغيرة.

رابعاً: المشاكل الإدارية: 

نقص الخبرة في تنظيم المشاريع الصغيرة وإدارتها، فعدم وجود الخبرة الكافية لإدارة المشروع وتشغيله بشكل يحقق أقصى معدلات الربح بأقل التكاليف يؤدي إلى فشل المشروع. ولذا يجب إيجاد سياسات تدريبية لتطوير القدرات والكفاءات الإدارية التي تشرف على إدارة المشاريع التجارية والريادية.

خامساً: المشاكل الفنية: 

تفتقر كثير من المشاريع إلى الدعم الفني خلال مراحل حياة المشروع. فقد يواجه أصحاب هذه المشاريع بندرة العمالة الفنية المدربة وارتفاع أسعار الماكينات وصعوبة تجديدها دورياً وارتفاع أسعار المواد الخام الجيدة نتيجة لأسباب عدة، وصعوبة الحرفيين على تنفيذ تصميمات أو نماذج متطورة تساعد على إخراج منتج جيد، وغيرها من المشاكل التي إما تعيق المشروع على التقدم أو ترفع سعر المنتج وبالتالي يعيق المشروع على تحقيق الأرباح والاستمرارية.

عزيزي القارئ، لعل ما حدث من متغيرات في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والخامسة وعالم برامج التواصل الاجتماعي غير الكثير من الأمور وسيغر المزيد منها، وما حدث في زمن كورونا (كوفيد 19) جعل الراغب في التغيير ومن لا يرغب فيه، يخوضوا غمار التغيير إجباراً إذا أرادوا استمرار شركاتهم الصغيرة والمتوسطة في مجال التجارة وريادة الأعمال. فقد تغيرت بدرجة ما طريقة التجارة، فأصبحت عملية التسويق في برامج التواصل الاجتماعي متاحة للجميع وبتكاليف أقل بكثير مما كانت عليه الطرائق التقليدية السابقة، وأخذت منحى العالمية، أي إعلانك يمكن أن يصل أي مكان في العالم فتحقق استلام طلبات لما تقدمه شركتك من أي شخص أو شركة أو جهة في أي دولة، وتلبي معظم تطلبات العملاء. ناهيك عن العمل عن بعد وقلة حجم مساحات المكاتب والمخازن والمستودعات وغيرها. 

المرجع: كتاب “قاعدة الهرم الاقتصادي” للدكتور/ عبداللطيف العزعزي (لم ينشر بعد).

مقالات ذات صلة