أضواء على ريادة الأعمال المستدامة

بقيم: الدكتور المهندس/ علي عوض سالم العمودي - مستشار التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سابقاً (UNDP).

تاريخ النشر: 9/6/2022 - الإمارات.

أولاً وقبل كل شئ، ينبغي علينا إدراك حقيقة أن البشرية على هذا الكوكب تعيش في عالم متغّير وسريع التحولات الاقتصادية والتجارية والمجتمعية، عوضاً عن التغييرات الطبيعية. وهنا يأتي دورنا نحن الخبراء في التنمية المستدامة أو الاستدامة نحو تعزيز الدور الريادي لقطاع ريادة الأعمال، وتوضيح الصورة المثلى والقيّمة للدور الأساسي لريادة الأعمال الممثل في كونه أداة رئيسية للتنمية المستدامة، وتطوير هذا الكيان الاقتصادي والتجاري وما له من دور كبير في تحقيق وتنشيط التنمية المستدامة، وهنا أصبح الأمر إجباري على رواد الأعمال بتحقيق نمو مستدام، وتأمين مستقبل لريادة الأعمال بما يحافظ على البيئة في المشاريع الريادية.

وفي هذا السياق يكون دور الاستدامة لتعزيز تطلعات وطموحات ريادة الأعمال من خلال الاستراتيجية التي تنتهجها الاستدامة في تطوير المدن والمجتمعات والتي تكون بالأساس من خلال الأعمال التجارية ويكون هدفها من الدرجة الأولى تلبية أهداف واحتياجات المجتمع من خلال استخدام الموارد المتاحة من دون الإخلال باحتياجات العالم بما يؤثر على الأجيال القادمة.

 ومن الأمور والمجالات التي تعمل عليها الاستدامة: النمو الاقتصادي، التنمية الاجتماعية، الحفاظ على البيئة والموارد، وهنا يأتي دور ريادة الأعمال التي يعتبر مكملاً لعجلة التطوير الاقتصادي والتجاري في النهج المستدام نحو التنمية الاقتصادية ومستقبل أفضل للمجتمعات البشرية.

ومن أهم الأمور التي يجب العمل عليها لتحقيق الاستدامة في ريادة الأعمال، هي امتلاك وسائل المعرفة بصورة مبرمجة والتي تعمل على الاستثمار بكفاءة وفعالية عالية، مما يؤدي لتطور اقتصادي في المرحلة التنموية الراهنة التي نعيشها في وقتنا الحاضر. ويقف على رأس هذا النهج "الابتكار"، والتي تعمل العديد من الدول على التشجيع عليه وزيادة دعم الشباب بالخروج بأفكار وأنماط مبتكرة. فالابتكار مع ريادة الأعمال يعتبروا أداتين مناسبتين لتحقيق التنمية المستدامة بصورة كبيرة...

 فمثلاً: لو ذكرنا المشاريع الناشئة التي تقوم على جمع النفايات الإلكترونية وبعدها إعادة تصنيعها أو بيعها لدول ومصانع تقوم بإعادة التدوير هذا يعتبر مشروع ريادي وتنموي بنفس الوقت لأنه يحافظ على البيئة بصورة رائعة ويعمل على تشغيل الأيدي العاملة بصورة كبيرة.

يجب أن يكون القطاع الخاص، باعتباره المحرك الرئيسي للنشاط الاقتصادي في المجتمع، ومصدراً رئيسياً للإبداع، والابتكار، وريادة الأعمال، مشاركاً في تحقيق نهج الاستدامة بالدرجة الأولى في المجتمع. 

وأخيراً ينبغي أن نقرّب الصورة الذهنية، بأن ريادة الأعمال المستدامة مرشحة لتكون عامل إدارة التغيير الاستباقية المتعلقة بعملية التعديل مع زيادة الاهتمام الذي يعطي سلطة أكبر للقوى المنبثقة من نشاطات عالم الأعمال للمساهمة في الاستدامة. كما أن هذا التحوّل يسمى بعبارة أخرى "عملاً له سبب"، إذ تتحول مشاكل العالم إلى فرص أعمال من خلال نشر إبداعات الاستدامة جنباً إلى جنب مع ريادة الأعمال على نطاق واسع في تطوير ورقيّ المجتمعات البشرية في عالمنا هذا الذي نعيشه على كوكب واحد. وقبل الانتهاء من تقديم هذه الصورة الذهنية حول العلاقة بين ريادة الأعمال والاستدامة، علينا أن نؤكد أهمية ما يلي:

  1. نشر ابتكارات الاستدامة: ريادة الأعمال والابتكار من أجل الاستدامة، وهو نمط اختصار لتحقيق الاستدامة داخل ريادة الاعمال.
  2. التركيز على واحدة أو أكثر من المشاكل العالمية (الاقتصادية والاجتماعية) المتعلقة بالاستدامة. 
  3.  إيجاد أو ابتكارحل لمشكلة (مشاكل) وطرح الابتكار إلى السوق من خلال إنشاء منظمة لريادة الأعمال فعّالة.
  4. إضافة عمل الاستدامة الموجه (كبديل جديد للتحول العميق عن القديم) نحو سبب ومهمة قيم ومكاسب اجتماعية/اقتصادية/إيكولوجية.
  5. المحافظة على تعزيز القيمة المُضافة، وفي نفس الوقت، المحافظة على مخزون رأس المال الأساسي المُستخدم في نهاية المطاف، من أجل الحفاظ على تلبية احتياجات الأجيال الحاضرة والقادمة من أصحاب المصلحة.

 

مقالات ذات صلة