الريادة في ريادة الأعمال

بقلم: محمد المهري - خبير اقتصادي.

تاريخ النشر: 7/6/2022 - الإمارات.

ريادة الأعمال هي الطفرة التي لن تنهي، وستظل ترافق كل الأجيال عبر الأزمنة، الأسواق تتنوع وتتشكل حسب أزمنتها، ولكن الكوارث تكمن في عقلية البعض من روادها، غير المتغيرة عقلياتهم، وغير المرنة، وغير المتطورة، هنا تفقد الكثير من الأسواق روادها ومستثمريها غير الأكفاء، لافتقارهم لمواكبة التقدم والتطورات السريعة للأسواق الحديثة والمستقبلية.

حدّث وطور سوقك:

إن أجهزة الهواتف والحواسيب تعمل لأنظمة برامجها تحديثات دورية وتطرح نسخها المحدثة بصفة دورية، هكذا هي أسواق العصر الحديث، لابد للمشاريع الاستثمارية من تحديثات أنظمتها البيعية والتسويقية والتشغيلية. والريادة ليس معناها شركات صغيرة، وإنما الريادة معناها التطور والتنافسية الإبداعية في تحقيق نجاحات في مختلف المجالات.

رائد العمل الحقيقي:

هو من يصنع الريادة ويسابق رفاقه في تحقيق قفزات تنافسية سوقية، ويعمل بطرق ومفاهيم استباقية ابتكارية جريئة تحفها المخاطر وتتمتع بروح المغامر المتمكن الطامح بذكاء لتحقيق قفزاته الاستثمارية والوصول لعالم الثراء بوعي وذكاء، إنه ليس فقط إيلون ماسك، بل هناك الكثيرون ممن عملوا بهذه المفاهيم فنجحت شركاتهم مثل أوبر، وكريم، وشركة سويفل (SWVL) لصاحبها رائد العمل الاستباقي المتطور مصطفى قنديل، الذي صمم فكرة مشروع يعتبر أوبر النقل العام، والذي هنأه الشيخ محمد بن راشد قائلاً: "مصطفى قنديل، شاب عربي عمره 28 عاماً، استطاع بناء شركة في دبي ونجح بأن تجاوزت قيمة شركته المليار ونصف دولار، وتم ادراجها في اليوم في بورصة ناسداك – نيويورك". هذا هو الفكر التطوري الابتكاري الاستباقي الريادي في ريادة الأعمال ما نريده اليوم ليس كثرة المشاريع، وإنما ما يريده السوق، جودة وميزة وتنافسية المشاريع.

المشاريع الريادية ليست بتكرارها وكثرة فروعها:

المشاريع الريادية بتفردها وتندرها في تشكيل الأسواق وتجديدها، ووجود مفاهيم تفوق الفكر العادي لأي مستثمر كبير كان أم صغير. إن أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الفاشلة منها والناجحة، لا يجوز أن نسميهم رواد أعمال، لأن كلمة رواد تعني السابقين المبتكرين في أفكار تجارية جديدة حققت نمو للأسواق ولبت رغبات وحاجات جديدة للناس لم يوفرها المستثمرون من قبل.

العقلية الريادية:

العقلية الريادية تمتاز بالنشاط والذكاء والعمل الدؤوب وروح القيادة والقدرة على تشكيل الفرق وإدارتها، والقدرة على قراءة الأسواق والتعامل معها، وتوفير احتياجاتها الناقصة والتجديد المستمر في هذه الأسواق. مشروع استثماري واحد متفرد ونادر، خير من 1000 مشروع مكرر، إنها الريادة وسرعة تطور الأسواق.

الأسواق كيف تتطور:

معادلة تطور الأسواق، هي احتياجات كامنة بداخل الناس ويتمنون وجودها، وهناك رائد عمل تمكن من سرعة تحقيقها، هكذا تتطور الأسواق.

إذاً، نفهم بأن تطور الأسواق وسرعتها سببها ليست الأسواق، وإنما سببها البشر الذين في الأسواق، وهي كثرة احتياجات وتمنيات الجمهور وسرعة تطورها، وكثرة الأذكياء المستثمرون وسرعة تحقيق تلك الرغبات وإيجاد منتجاتها.

السؤال لك أيها المستثمر المبتدئ:

هل أنت مستعد لتصبح رائد عمل منافس مسابق مبتكر ذو قدرة على تلبية الاحتياجات المتغيرة والمتطورة للجمهور؟

هل ستقرر اليوم أن تتعلم وتنمي قدراتك، وتدرس حالات من سبقوك من رواد الأعمال أمثال إيلون ماسك، وجاك ما، ومحمد علي العبار، وحسين سجواني، ومصطفى قنديل، والكثيرون غيرهم؟

التحرر من التقليد:

هي أولى خطواتك نحو التميز وريادة الأعمال، والتفرد بأن توجد خدمات ومنتجات جديدة، أو مطورة في الأسواق، مما ستجعل منك نجماً استثمارياً وصانع ثروة وقصة نجاح تروى.

خلاصة الريادة:

نجاحك الاستثماري والمالي، يكمن في تميزك عن الآخرين، وتقليد الآخرين لك، وتقديمك كل ما يتمناه جمهورك حسب اختصاص سوقك ومشروعك، وسرعتك في التطور، ومدى مرونتك وسرعة استجابتك في التعامل مع الأسواق في تقلباتها وسرعة تغيراتها.

 

 

مقالات ذات صلة