أفكار إبداعية ولكنها غير مجدية

بقلم: الدكتور/ عبداللطيف العزعزي - دكتوراه في الاقتصاد.

تاريخ النشر: 29/5/2022 - الإمارات.

يوجد من الأفكار الإبداعية أفكاراً غير مجدية اقتصادياً بالرغم من أصالتها وقيمتها العلمية والاقتصادية وفوائدها إن طبقت، وذلك لأن منها إما باهظة الثمن الآن أو يصعب تنفيذها الآن أو ليس لها مجال الآن فهذا الزمن ليس زمنها، وغيرها، وهذه بعض الأمثلة حول هذه النقطة وفق الأسباب التالية:

أولاً: تكلفة تنفيذها باهظ الثمن حالياً: 

المثال الأول: تطبيق فكرة تخزين المعلومات في الحمض النووي (الدي إن إي) عوضاً عن استخدام الفلاشات ميموري التي يستحيل أن تكفي لتخزين معلومات المستقبل الضخمة، يكاد الأمر أن يكون مستحيلاً، فبالرغم من تطبيق الفكرة ونجاحها في المختبر إلا أن فكرة إنتاجها تجارياً فيه استحالة كبيرة لارتفاع قيمة تنفيذها في الوقت الحالي، فتخزين واحد ميجابايت في الحمض النووي يكلف 12,500 دولار.

ثانياً: طرائق تنفيذها صعبة التنفيذ حالياً: 

المثال الأول: قال الحسن بن الهيثم (965م – 1040م) "لو كنت في مصر لبنيت سداً، فتم إبلاغ الخليفة آن ذلك الذي أمر بأخذه إلى مصر، فأخذ الحسن البصري يدرس الأمر ويقيس الأمور والمسافات وبعده مدة من الزمن أدرك استحالة تنفيذ السد، وعندها قال "سيأتي يوم يتم فيه بناء السد"، وقد حدث ذلك في تاريخ 9 يناير 1960، أي بعد 920 سنة من وفاة الحسن بن الهيثم. 

ثالثاً: الفكرة جديدة والمنتج سعره مرتفع:

كون صناعة السيارات الكهربائية فكرة جديدة كسيارة تحمل كل المواصفات التي في السيارات التي تعمل بالبترول أو الديزل أو الغاز، فإن سعرها باهظ الثمن في الوقت الحالي لأسباب كثيرة منها قلة المنافسين وثمن تصنيع بطاريات تخزين الكهرباء، ونتيجة للسعر المرتفع وقلة توفر محطات شحن كهربائية فإن استخدامها في معظم الدول في هذه الفترة قليل، فاستغناء المستهلك عن سيارة الحالية وشراء سيارة باهظة الثمن ليحقق إدخار معين نتيجة الفرق بين رسوم الكهرباء وقيمة البنزين ويكون ممن يساهمون في الحفاظ على البيئة لأمر ليس بالسهل خاصة على طبقة محدودي الدخل! فلابد وأن يوجد ما يدعو الناس ويشجعهم على الانتقال من استخدام السيارات التقليدية إلى استخدام السيارات الكهربائية كما فعلت النرويج. 

المرجع: كتاب “من الابتكار إلى الريادة” للدكتور/ عبدالطيف العزعزي (لم ينشر بعد)

مقالات ذات صلة