عرض المحبة ومقترح الإفلاس

بقلم: الدكتور/ عبداللطيف العزعزي - دكتوراه في الاقتصاد.

تاريخ النشر: 1/6/2022 - الإمارات.

يقع كثير من الناس في مشكلة الدخول في مجال التجارة وريادة الأعمال وهم لا يزالون في عقلية تحكمها المشاعر، يؤسس شركة فيخبر الأهل والأصحاب والأحباب ثم يحدث أمران إما أن يعرض عليهم "عرض المحبة" أو أن يعرضوا هم عليه أو يقترحوا "مقترح الإفلاس". فمقترح المحبة هو أن يعرض عليهم المنتج مجاناً بمناسبة الافتتاح، ومن دون أن يشعر قد يستمر هذا العرض وتتسع دائرته إلى زمن غير معلوم. أما مقترح الإفلاس فهو ما يقترحونه عليه كأن يعزمهم على المنتج لتجربه بالمجان ويعملون له دعاية، ولو كان الأمر يقف عند دعوة واحدة لكان الأمر هين لاعتباره جزء من تكاليف الدعاية والتسويق، ولكن الأمر عند البعض يستمر دون دفع سعر المنتج، وكلا الأمرين فيه إشارات الإفلاس وتعثر الشركة. 

أخبرني أحدهم عن شخص فتح محلاً لبيع الحلوى فبدأ مشواره التجاري بعرض المحبة الذي قاد بالمحل إلى مرحلة الإفلاس، فقد كان إستهلاك الأهل والأقارب القريب منهم والبعيد كبيراً جداً ومستمراً، فقام بنقل ملكية المحل لشخص آخر هروباً من الحرج، وبعدها تحرك المال نحوه بتدفق كبير وزادت مكاسبه وأرباحه.

عزيزي رائد الأعمال، اترك مشاعرك بيعيداً فالتجارة لا تتعامل بالمشاعر في مثل هذه الأمور، تذكر أنك عندما فتحت محلك التجاري أو أسست مشروعك الريادي، لكي تكسب ولكي يستمر، فإن رغبت في تقديم منتجك للأهل والأقارب ومن تحب فعليك أن تدفع أنت قيمة المنتج كما يفعل بعض من أدركوا هذا الأمر، فإحدى السيدات تقوم بتصنيع العطور وبيعها، وإن احتاجت هي منها شيئاً دفعت ثمنه لمحلها، فمال التجارة شيء ومالك أنت شيء آخر.

من كتاب “إدارة الإنفاق وتكوين الثروة” للمؤلف الدكتور/ عبداللطيف العزعزي.

مقالات ذات صلة